ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين
ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم يعني : التوراة والإنجيل وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا قال قتادة : بمحمد صلى الله عليه وسلم على كفار العرب ، كانوا يقولون اللهم ائت بهذا النبي الذي يقتل العرب ويذلهم ، فلما رأوا أنه من غيرهم حسدوهم ، وكفروا به . قال الله - تعالى - : كانت اليهود تستنصر فلعنة الله على الكافرين .
قال الاستفتاح ها هنا بمعنى الدعاء ، والفتاحة أيضا الحكومة ، [ ص: 159 ] يقال : فتاحة وفتاحة بكسر الفاء وبضمها ، وفاتحت الرجل : إذا حاكمته . محمد :
بئسما اشتروا به أنفسهم أي : بئس ما باعوا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا حدا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده .
قال يحيى : وكل شيء في القرآن (اشتروا) فهو شراء ، إلا هذه الآية ، وكل شيء في القرآن شروا فهو بيع .
قال محمد : بغيا مصدر المعنى : كفروا بغيا لأن أنزل الله الفضل على نبيه صلى الله عليه وسلم فباءوا بغضب على غضب قال غضب الله عليهم بكفرهم بالإنجيل ، وغضب عليهم [بكفرهم] بالقرآن .
قتادة :