الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير  ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير  أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ما ننسخ من آية أي : نبدل حكمها ، ونثبت خطها : أو ننسها قال قتادة : يعني : ننسها رسوله ؛ وقد نسي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض ما كان نزل من القرآن ، فلم يثبت في القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : وتقرأ (أو ننسأها) مهموزة ؛ أي : نؤخرها ؛ فلم تثبت في القرآن نأت بخير منها أو مثلها يقول : هذه الآية الناسخة خير في زماننا هذا لأهلها ، وتلك الأولى المنسوخة خير لأهلها في ذلك الزمان ، وهي مثلها بعد في [ ص: 169 ] حقها وصدقها . ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض فهو يحكم فيهما بما يريد وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير يمنعكم إن أراد بكم عذابا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله : ألم تعلم لفظ : ( ألم) ها هنا لفظ الاستفهام ؛ ومعناه : التوقيف والتقرير ؛ ومعنى الآية : أن الله - عز وجل - يملك السماوات والأرض ومن فيهن ؛ فهو أعلم بوجه الصلاح فيما يتعبدهم به من ناسخ ومنسوخ ، وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل قال قتادة : كان الذي سألوا موسى أن قالوا : أرنا الله جهرة ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل [أي : قصد] الطريق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية