وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين
قال تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل يعني : بنيانه .
قال محمد : قواعد البيت : أساسه ؛ واحدها : قاعدة وأما قواعد [النساء فواحدها : قاعد ، وهي العجوز] .
قوله تعالى : ومن ذريتنا أمة يعني : جماعة مسلمة لك ففعل الله ذلك . وأرنا مناسكنا أي : علمنا . قال المناسك : الطواف بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة ، والوقوف بعرفة ، والإفاضة منها ، والوقوف [ ص: 179 ] بجمع ، والإفاضة منها ، ورمي الجمار . قتادة :
قال الحسن : جبريل أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم المناسك كلها ، ولكنه أصل عن إبراهيم عليه السلام إن ربنا وابعث فيهم يعني : في ذريته رسولا منهم فاستجاب الله له ، فبعث محمدا عليه السلام في ذرية إبراهيم يعرفون وجهه ونسبه . يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم قال الكتاب : القرآن ، والحكمة : السنة قتادة : ويزكيهم قال بعضهم يعني : يأخذ صدقاتهم ؛ وهي الطهارة إنك أنت العزيز الحكيم العزيز في نقمته ، الحكيم في أمره .
قوله تعالى : ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه أي : عجز رأيه عن النظر لنفسه ، فضل .
قال وقيل : المعنى : إلا من سفهت نفسه ؛ أي : جهلت . محمد :
قوله تعالى : ولقد اصطفيناه في الدنيا أي : اخترناه وإنه في الآخرة لمن الصالحين وهم أهل الجنة .