الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين  ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون  أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون  تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 180 ] إذ قال له ربه أسلم أخلص .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : (وأوصى بها إبراهيم بنيه) يعني : كلمة التوحيد ويعقوب أي : وأوصى بها أيضا يعقوب بنيه بعد إبراهيم قال : يا بني إن الله اصطفى لكم الدين أي : اختار لكم الإسلام أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت أي : لم تكونوا يومئذ حضورا ؛ خاطب بهذا من كان حول النبي عليه السلام من بني إسرائيل إذ قال لبنيه ما تعبدون أي شيء تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وكان (الحسن) يقرؤها : (نعبد إلهك وإله أبيك إبراهيم وإسماعيل أي : وإله إسماعيل وإسحاق .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ بهذا فإنه كره أن يجعل العم أبا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إلها واحدا قال محمد : نصب إلها واحدا على معنى : نعبد إلهك في حال وحدانيته تلك أمة قد خلت يعني : جماعة قد مضت ولا تسألون عما كانوا يعملون أي : إنكم إنما تسألون عن أعمالكم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية