الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم  ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم  ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم  ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين  

                                                                                                                                                                                                                                      قال تعالى : وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل يعني : بنيانه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قواعد البيت : أساسه ؛ واحدها : قاعدة وأما قواعد [النساء فواحدها : قاعد ، وهي العجوز] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومن ذريتنا أمة يعني : جماعة مسلمة لك ففعل الله ذلك . وأرنا مناسكنا أي : علمنا . قال قتادة : المناسك : الطواف بالبيت ، والسعي بين الصفا والمروة ، والوقوف بعرفة ، والإفاضة منها ، والوقوف [ ص: 179 ] بجمع ، والإفاضة منها ، ورمي الجمار .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الحسن : إن جبريل أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم المناسك كلها ،  ولكنه أصل عن إبراهيم عليه السلام ربنا وابعث فيهم يعني : في ذريته رسولا منهم فاستجاب الله له ، فبعث محمدا عليه السلام في ذرية إبراهيم يعرفون وجهه ونسبه . يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم قال قتادة : الكتاب : القرآن ، والحكمة : السنة ويزكيهم قال بعضهم يعني : يأخذ صدقاتهم ؛ وهي الطهارة إنك أنت العزيز الحكيم العزيز في نقمته ، الحكيم في أمره .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه أي : عجز رأيه عن النظر لنفسه ، فضل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وقيل : المعنى : إلا من سفهت نفسه ؛ أي : جهلت .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولقد اصطفيناه في الدنيا أي : اخترناه وإنه في الآخرة لمن الصالحين وهم أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية