الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون  ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قد نرى تقلب وجهك في السماء تفسير الكلبي : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : وددت أن الله صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها . فقال جبريل : إنما أنا عبد مثلك ، فادع الله وسله ثم ارتفع جبريل ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يديم النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل بالذي سأل الله ؛ فأنزل الله عليه : قد نرى تقلب وجهك في السماء ) ، فلنولينك قبلة ترضاها أي : تحبها فول وجهك شطر المسجد الحرام يعني : تلقاءه .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : وأنشد بعضهم :

                                                                                                                                                                                                                                      (أقول لأم زنباع أقيمي صدور العيس شطر بني تميم)

                                                                                                                                                                                                                                      يعني : تلقاء بني تميم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 186 ] قوله تعالى : ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك قال محمد : يعني [الآيات التي أتى] الأنبياء ؛ مثل الناقة والعصا [وغير ذلك ؛ إن أهل الكتاب قد علموا أن ما أتى به النبي] صلى الله عليه وسلم حق [وأن صفته التي جاء بها في كتبهم وهم] يجحدون العلم بذلك ؛ فلا تغني الآيات عند من يجحد ما يعرف . ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين هذا الخطاب للنبي عليه السلام ولسائر أمته .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية