الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما الله بغافل عما تعملون  ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون  

                                                                                                                                                                                                                                      ومن حيث خرجت يعني : من مكة فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك يعني : أن القبلة : الكعبة وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره أي : تلقاءه ونحوه .

                                                                                                                                                                                                                                      لئلا يكون للناس عليكم حجة تفسير الحسن : أخبره الله - تعالى - أنه لا يحوله عن الكعبة إلى غيرها أبدا فيحتج عليه بذلك محتجون ؛ كما احتج عليه مشركو العرب في قولهم : رغبت عن قبلة آبائك ، ثم رجعت إليها إلا الذين ظلموا منهم قال الحسن : لا يحتج بمثل تلك الحجة ، إلا الذين ظلموا : فلا تخشوهم في أمري ، يعني : امضوا على ما آمركم به واخشوني في تركه .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 188 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية