الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثامن والخمسون .

                              باب: غش .

                              حدثنا يحيى، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثور، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال النبي صلى الله عليه: "ليس منا من غشنا"   .

                              حدثنا أبو حفص، حدثنا أبو عامر، حدثنا حفص السراج، حدثنا شهر، عن أسماء بنت يزيد، عن النبي صلى الله عليه: "غش الرجل أن يحدث بما يكون بينه وبين أهله، فلا تفعلوا فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون"   .

                              حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زائدة، عن السدي، عن يزيد: "غشي على عمار من نصف الليل إلى نصف الليل، فأفاق فقضى مافاته" .

                              حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاء، عن صفوان بن يعلى، [ ص: 657 ] عن أبيه، قلت لعمر: وددت أني أرى رسول الله صلى الله عليه كان يوحى إليه، فكنا معه بالجعرانة إذ أنزل عليه، فغشي ثوبا، فدعاني عمر فنظرت إليه يغط محمرا وجهه " .

                              حدثنا أبو بكر، حدثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن سعيد: هل أتاك حديث الغاشية قال: "غاشية النار" .  

                              حدثنا داود بن رشيد، عن مروان، عن جويبر، عن الضحاك: " الغاشية : القيامة " .

                              [ ص: 658 ] حدثنا ابن زنجويه، عن أبي صالح، عن معاوية، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: " الغاشية من أسماء القيامة   " .

                              حدثنا عفان، حدثنا مبارك، عن الحسن، وحدثنا يحيى، عن شريك، عن سالم، عن سعيد: والليل إذا يغشى قال: "إذا غشي" زاد سعيد: "إذا أقبل، فغشى كل شيء" .

                              حدثنا ابن زنجويه، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة: فغشاها ما غشى قال: "الحجارة" قوله: "ليس منا من غشنا"  يقال: غش يغش غشا إذا لم يمحض النصح، وذلك أن تظهر بلسانك شيئا وتضمر خلافه وأصل ذلك فيما رواه أبو هريرة وابن عمر، وأبو بردة، وعبد الله بن أبي ربيعة، أن رسول الله صلى الله عليه رأى طعاما يباع فأدخل يده فإذا داخله مبلول، فقال: "من غشنا فليس منا"  فالغش أن يظهر شيئا ويخفي خلافه، أو يقول قولا ويخفي خلافه، فذلك الغش، وقوله: "فغشيها والناس ينظرون"،  الغشيان إتيان المرأة، غشي يغشى وتغشاها ولامسها، وباشرها، وباضعها، وطمثها [ ص: 659 ] وفي الحافر كامها وطرقها، والظلف كالحافر، وفي الحمار باكها وكاشها وسفدها قوله: "غشي على عمار" أي ذهب عقله، والغشاوة والغشاوة ما غشي القلب من ران الطبع، وغاشية الرجل: الذين يطلبون فضله قوله: "فغشي ثوبا" أي غطي به، قال الله تعالى: واستغشوا ثيابهم .

                              حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا الحكم ابن ظهير، سمعت أبا حصين، أظنه عن سعيد: " واستغشوا ثيابهم : غطوا بها وجوههم والغشاء: الغطاء، قال:


                              تبعتك إذ عيني عليها غشاوة فلما انجلت قطعت نفسي ألومها



                              أخبرني عمرو، عن أبيه: يقال: شرب غشاش أي قليل على عجلة، وأغششته عن حاجته أي أعجلته، وقال أبو نصر: شربنا غشاشا أي مستعجلين، قال:

                              [ ص: 660 ]

                              قطعنا لهن الحوض فابتل شطره     بشرب غشاش وهو ظمآن سائره



                              أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغاشية: الملتقى على الجفن من تحت الشارب، قال إبراهيم: يعني جفن السيف أخبرنا عمرو، عن أبيه عن العماني: الغشوة: السدرة قال:


                              غدوت لغشوة في رأس نيق     ومورة نعجة ماتت هزالا



                              وقال الأصمعي: رماه الله بغاشية: داء في الجوف واستأصل الله شأفته: قرح يخرج في القدم، شئفت رجله شأفا وأباد الله غضراءه: أصله الأرض الطيبة فيخرج، يعني منها وقال أبو زيد: ألحق الله به الحوبة يعني: المسكنة وقال غيره: سباك الله وبهلك يعني لعنك .

                              [ ص: 661 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية