الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              باب: نش .

                              حدثنا محمد بن صباح الكرماني، عن عبد العزيز بن محمد، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: "كان صداق النبي صلى الله عليه ثنتي عشرة أوقية ونشا"   .

                              حدثنا علي بن نصر، حدثنا عبد الصمد، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا حكم، عن الحسن، عن الأحنف، أنه قال لعمر: "إنا نزلنا سبخة نشاشة" .

                              حدثنا الحر بن علي، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري: "أنه كره للمتوفى عنها الدهن الذي ينش بالريحان" .

                              حدثنا أبو السائب، حدثنا وكيع، عن عمرو بن حسان، أخبرني عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله [ ص: 879 ] : " أنه نظر إلى الشمس حين غربت ونشأ الليل فقال: "هذا وقت المغرب" .

                              حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا أبو نعيم، حدثني زرعة بن أبي زرعة، حدثني جدي، أمية: "أن رجلا نشوان مر على مالك بن شريح وأبي أنس يعتر في ثيابه فاستقرآه فلم يقرأ فضرباه الحد" .

                              حدثنا حمزة بن العباس، حدثنا عبدان، حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن سليم، عن قتادة، قال: "لما كانت الفتن استحب الناس مجالس الطرق يستنشون الأخبار" قوله: "ونش"   .

                              حدثنا ابن صباح، عن عبد العزيز، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: "النش نصف الأوقية" .

                              حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وكيع، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد: "الوقية أربعون، والنش عشرون، والنواة ثلاثة" [ ص: 880 ] قوله: "سبخة نشاشة"  يقال: نش الغدير: نضب ماؤه وسبخة نشاشة، تنش من النز إذا أخذت تغلي حدثنا عمرو، عن أبيه، عن البكري: يقال: ما أخذت إلا نئيشا: أي قليلا قوله: "ينش بالريحان" هو أن يغلي حتى ينش في القدر قوله: "ونشأ الليل" يقول: ارتفع وأقبل ونشأ السحاب نشأ أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: خرج السحاب وخرج له خروج حسن، وذلك أول ما ينشأ قال:


                              إذا هم بالإقلاع هبت له الصبا فعاقب نشء بعدها وخروج



                              ويقال: فتى ناشئ نشأ ينشأ نشأ ونشاءة، والنشأ: أحداث الناس قال نصيب:


                              ولولا أن يقال صبا نصيب     لقلت بنفسي النشأ الصغار



                              [ ص: 881 ] وغلام ناشئ وناشئون ونشأة، وجارية ناشئ وناشئة، والجميع نواشئ وناشئات ونشأ قال:


                              علقتها غرا غلاما ناشئا     رؤد الشباب وعلقتني جاريه



                              أخبرنا عمرو، عن أبيه: أنشأت الناقة فهي منشئ: إذا لقحت قوله تعالى: إن ناشئة الليل فكان أنس، والحسن، وعلي بن الحسين، والضحاك، والحكم، ومجاهد، يقولون: ناشئة الليل: أوله، وإليه ذهب الكسائي فيما أخبرني أبو عمر وقال ابن عباس، ومجاهد: الناشئة: ما كان بعد نومه وقال ابن مسعود، وابن عمر، وابن الزبير، وأبو مالك، ومعاوية بن قرة، وعكرمة، ومحمد، وأبو مجلز، والسدي، ومطر: الليل كله ناشئة، فمتى قمت فقد نشأت [ ص: 882 ] أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: ناشئة الليل: ساعاته، واحدها ناشئة، وهي آناء الليل ناشئة بعد ناشئة. وقال أبو زيد: نشيت أنشى نشوة، ونشقت من الرجل ريحا طيبة، مثله قوله: "نشوان" والنشوان: السكران، انتشى فلان فهو نشوان، وامرأة نشوى، ورجال نشاوى. وأنشدنا أبو نصر:


                              وراعت الربداء أم الأرأل     حدائق الروض التي لم تحلل
                              مستأسدا ذبانه في غيطل     لعبا كتغريد النشاوى الميل



                              والنوش: التناول نشت الرجل: أنلته معروفا قال الله تعالى: وأنى لهم التناوش .

                              حدثنا يحيى بن خلف، عن أبي عاصم، عن عيسى، عن مجاهد: التناوش : التناول .

                              [ ص: 883 ] أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: (التناؤش) : التأخر، ومن لم يهمز: التناول والنئيش: البعيد، طلبته نئيشا طلبته بعد ما فاته من بعيد .

                              أخبرنا سلمة، عن الفراء: التناوش "من همز جعله من نأشت وهو البطيء" وقال الأموي: نأشت الشيء: أخرته، قال: وجئت نئيشا بعد ما فاتك الخبر وقال آخر:


                              تمنى نئيشا أن يكون أطاعني     وقد حدثت بعد الأمور أمور



                              ومن لم يهمز جعله من نشت: تناولت الشيء بمنزلة ذمت الشيء وذأمته إذا عبته، وقال آخر:

                              [ ص: 884 ]

                              فهي تنوش الحوض نوشا من علا     نوشا به تقطع أجواز الفلا



                              وتناوش القوم للقتال: إذا تناول بعضهم بعضا بالرماح، ويجوز همز التناوش وهو من نشت لانضمام الواو مثل: وإذا الرسل أقتت .

                              أخبرنا الأثرم، عن أبي عبيدة: " وأنى لهم التناوش : أي كيف، ومن أين التناوش؟ يجعله " من لم يهمز من نشت تنوش وهو التناول قال:

                              فهي تنوش الحوض نوشا من علا ومن جعله من نأشت إليك، وهو من بعد الطلب، قال:


                              أقحمني جار أبي الحاشوش     إليك نأش القدر النؤوش

                              .

                              [ ص: 885 ] وأنشدنا عن الأخفش:


                              فلما استفاقت فجت الناس دونه     وناشت بأطراف الردي تعوم



                              قال أبو زيد: ناشه ينوشه نوشا: إذا تناوله من فوق رأسه وهو لا يكاد يناله أخبرني عمرو، عن أبيه: يقال: ناقة منئوشة اللحم: إذا كانت رقيقة اللحم، وانتأشه منه: انتزعه أخبرنا عمرو، عن أبيه، عن البكري: يقال: ذلك حتى ما ينش من شيء أي يفزع أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: النواشر: العصب الذي على ظهر الذراع، الواحدة ناشرة .

                              [ ص: 886 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية