السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني منذ طفولتي من مشكلة كبيرة، وهي الوسواس القهري، الذي كان يجعلني أخاف من المستقبل، وأفكر في أشياء سيئة، والعديد من الأمور الأخرى التي لا يسع المجال لذكرها كلها.
عندما كبرت قليلًا وكان كل من حولي يزداد طولهم، للأسف توقف طولي عند 149 سم، وهذا ما أستطيع قوله إنه عُقدتي الكبيرة، والتي جعلتني أفقد الثقة بنفسي، مع أنني في السابق كنت واثقة جدًّا من نفسي.
قصري عَقَّدني لما كان الناس يضحكون عليّ، وأصبتُ بالاكتئاب، وهذا جعلني أنعزل عن الناس، والحمد لله، أمي امرأة متدينة، ومن صغري كنت أصلي وأقرأ القرآن وأصوم النوافل، وأحب ربي كثيرًا، لكن قضية الطول كانت دائمًا عقدتي.
حاولت لسنوات طويلة أن أتخلص منها، وأرضى بما قسمه الله لي، لكن لم أستطع بسبب الوسواس، ودائمًا يتردد في رأسي أنني غير مقبولة وأقل من الجميع، وأنه لن يتزوجني أحد ولن يحبني أحد، مع أني في شكلي جميلة، لكن مشكلتي هي القصر فقط، الوسواس مستمر حتى اليوم، وعمري 22 سنة، ولا يفارقني في أي وقت.
أنا الآن أدرس الطب، وأطلب العلم الشرعي، وأقرأ الكتب وأؤلف، لكن الوسواس يأتي كل حين، وتتردد كلماته في رأسي كل دقيقة: أنتِ قصيرة، ولن تنجحي في شيء، ومَن سيتزوج قصيرة مثلك؟
أصبحت هذه الوساوس تعيقني عن عملي ودراستي وكل شيء، لدرجة أني أضرب رأسي بيدي وأقول لنفسي: "يكفي، اسكتي، لا أريد أن أسمع".
قرأت عن الرضا بالقضاء والقدر، وأقول لنفسي: أنا راضية عن خَلْقي، لكن هذه الكلمات التي تتردد في رأسي لا أستطيع تجاهلها.
مؤخرًا، صديقاتي كلهنَّ بدأن يُخطبن ويتزوجن، إلَّا أنا، فيأتي الوسواس ليقول: "ألم أخبرك أنه لن يقبل أحد بالزواج منك؟".
أنا صراحة أحب الزواج من رجل طويل، طوله حوالي 180 سم، لكن مرة أخبرت صديقاتي فضحكن وقلنَ: "مستحيل، ستبدين قزمة بجانبه، ولن يقبل بك"، وهذا آلمني كثيرًا، مع أن بعض النساء في عائلتي أقصر مني وتزوجن برجال لديهم طُول في القامة جدًّا، ويحبونهنَّ ويحترمونهنَّ.
وعندما أذكر هذا للوسواس، يقول لي: "لكن أنت مستحيل أن يحدث هذا معك"، وهذا الوسواس يجعلني أتأخر في عملي الطبي في المستشفى، وأخجل من أن أتقدم وأكشف على المريض، لأن الوسواس يقول لي: "المريض إذا رآك لن يقبل أن تكشفي عليه بسبب طولك هذا".
أعتذر عن الإطالة، ولعلكم فهمتم سؤالي، وشكرًا لكم.