السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترددت كثيرًا قبل أن أكتب مشكلتي أو عقدتي، لا أعلم ماذا أسميها، لكني حزينة جدًا رغم إيماني الكبير بالله.
أنا فتاة، عمري 39 عامًا، موظفة في وزارة التربية، عزباء، والداي متوفيان، وأعيش في منزل الورثة مع أخي المتزوج وأطفاله، حياتي لا ينقصها شيء -والحمد لله- محافظة على صلاتي، وأحب الناس، ولم أُسئ إلى أحد.
قبل عامين تعرفت على رجل عمره 60 عامًا من إحدى الدول العربية، وكان شقيق شخصية معروفة توفاها الله، وتوطدت معرفتنا، علمت أنه يعيش وحده، ومنفصل منذ سنوات، ويواجه ديونًا وحالة مالية صعبة.
يعلم الله أنني كنت أعتبره مثل أبي، وهو اعتبرني كابنته، لم يكن بيننا أي مصلحة أخرى؛ ومن باب المساعدة، عرضت عليه حوالة شهرية، فوافق، واستمرت الحوالة، وسدد بها ديونه -والحمد لله-.
في صيف هذا العام، مررت بأزمة مالية، فأخبرته أن الحوالة ستنخفض لمدة أربعة أشهر حتى أرتب أموري، وكتبت ذلك منعًا للإحراج.
في اليوم التالي، هاتفته للاطمئنان، فحادثني بعصبية، وقال إن الأموال لا تهمه، وإن هذه هي النهاية، ثم أغلق المكالمة، انتابني غضب حينها، فقمت بحظره، ودعوت له بالخير.
بعد أسبوعين، اكتشفت أنه أرسل رسالة اعتذار في اليوم التالي، ودعاني للتواصل؛ لم أشاهد الرسالة إلا في الرسائل المحظورة؛ لأن رقمه كان تحت الحظر، وكان قد حاول الاتصال مرتين، ولم تصلني إشعارات، ولم أرد عليه.
بعد حوالي شهر من آخر حديث بيننا، علمت بوفاته، وجدوه الجيران بعد أيام، كان منعزلًا عن أهله، ولا يحادثهم، ويتواصل فقط مع أخته الكبرى لأسباب لا أعلمها.
الآن أشعر بندم وتأنيب ضمير لعدم ردي على رسالته، وأفكر أنني سبب وفاته.
وفقني الله لعمل صدقة جارية له، وأقرأ له القرآن دائمًا، وأدعو له كما أدعو لوالديّ في كل صلاة، لكنني أشعر أنني ظالمة، وأنني مجرمة، أشهد بالله أن نيتي كانت خالصة، وأن قصدي كان دائمًا الخير والمساعدة، ولم أقصد إيذاءه بأي حال.
أرجوكم أعينوني: هل أنا مخطئة ومذنبة؟ كيف أرتاح من هذا الشعور؟ أعوذ بالله من أن يكون هذا عقابًا أو قِصاصًا، وأستغفر الله له ولوالديّ وللجميع.