السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا متزوجة منذ ثلاثة عشر عامًا من رجل كان حنونًا، ثم تغيرت طباعه فجأة، فأصبح عنيفًا في تعامله، يؤذي بكلامه، ويتصرف بتقلب مفاجئ، حتى وصل به الأمر إلى توجيه الكلام الجارح لأهلي، أما أنا: فبطبيعتي صبورة وهادئة، أحب الحياة المستقرة القائمة على التعاون والمحبة، ويشهد لي الناس بالخير.
وقع زوجي في العديد من المشكلات، وخسرت بسبب ذلك كل ما جنيته من عملي، بالإضافة إلى ذهبي وذهب أهلي، ورأس مالي الذي كنت أعتمد عليه في العمل، وكان ذلك في محاولة مني لحل مشكلة كان واقعًا فيها.
لكنني أصبحت مدينة لأهلي، وهو بدوره أخذ قرضًا لسداد جزء من الدين، وتحمّلت أعباء مشكلات ليست من شأني، في ظل لامبالاته، بينما أبذل جهدي لتجنب المشكلات مع الناس، وكل حياته تتمحور حول نفسه وأصدقائه، أما أنا: فأتحمل المسؤولية كاملة عنه وعن أولاده، ويعطيني راتبه، فأتكفل بكل شيء، وأسدد ديونًا لا تخصني، وأحاول حل مشكلات لم أكن سببًا فيها.
أحسست بضغط نفسي وعصبي شديد، فلجأت إلى العمل في أحد المصانع، حيث أقف على قدمي تسع ساعات يوميًا، لأوفر مصروف البيت والأولاد، وأسدد ديونه، بالإضافة إلى مسؤولياتي تجاه الأولاد بعد العمل، من: طهي، ومذاكرة، وتوصيل للدروس، ومتابعة التمارين.
أحاول أن أبدو بخير، كي لا يشعر أولادي بأي حزن، لكن بداخلي حزن كبير على صحتي، خاصة وأنني خضعت لعمليات في ظهري وقدمي، ورغم ذلك أقف للعمل، من أجل زوج قاس جدًا، غير متعاون، لا أرى منه حنانًا أو كلمة طيبة.
لقد انقطع الحديث بيننا منذ سنوات، رغم محاولاتي العديدة لتغييره، فأنا لا أطلب شيئًا كبيرًا، فقط حياة كريمة، لكنه شخص نرجسي، متقلب الود، وقد سبب لي ألمًا كبيرًا في قلبي من شدة قسوته.
زوجي يعاني من إعاقة في يده، فقد بترت، والله ما ضايقني ذلك يومًا، ولم أشعر تجاهه بأي نفور، لكنني لم أعد أحتمل كل ما أقوم به من أجل هذه الحياة، وأبكي كل يوم من شدة قسوته، ومن ثقل الحمل الواقع علي.
ديونه بلغت مئة ألف جنيه، نصفها لأهلي، والنصف الآخر للفيزا، وأنا أعمل وأبذل جهدي بالحلال لسداد ديونه، لكنني أشعر أن صحتي في تدهور؛ بسبب ضغط العمل، أما هو: فكلما ضاق به الحال، كان حله الوحيد اللجوء إلى القروض، رغم أنني وضحت له أن ذلك من الربا، وأنصحه بالصلاة، والابتعاد عن المحرمات، فيصرخ في وجهي، ويعاملني بقسوة.
مع العلم أنني حافظة لكتاب الله، وأولادي نعمة رزقني الله بها، لكنني أتساءل: لماذا رزقني الله بشخص كهذا؟ وهل سأحاسب على القرض الذي أخذه؟ وأشعر أنني لو كنت بلا هذه المشكلة، لعشت حياة أهدأ وقلبي أكثر راحة، فما الحل؟
هو سيئ الطباع، ولا يبدو أن طباعه ستتغيّر، وللأسف لا أريد أن يحاسبني الله على قرضٍ هو من الكبائر، كل يوم أستيقظ لصلاة الفجر، ثم أخرج إلى عملي، وأعود وأتحمل المسؤوليات حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، أنتظر منه فقط كلمة طيبة، مشاركة، اهتمامًا، لكن دون جدوى.
قلبي موجوع، وجعي مستتر لأنني شخص كتوم، وأبين للناس سعادة وقوة تفوق وجع جسدي، وأنا راضية -والحمد لله-، وأقول في نفسي: هذا ابتلاء لي، وربما أنا أفضل من غيري.