الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                              صفحة جزء
                              الحديث الثالث والخمسون .

                              باب: غط .

                              حدثنا علي، أخبرنا شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: "نام رسول الله صلى إليه عليه حتى سمعت غطيطه، ثم صلى ولم يتوضأ"   .

                              حدثنا مسدد، حدثنا يحيى، عن ابن جريج، حدثني عطاء، أخبرني صفوان بن يعلى، عن أبيه: " قلت لعمر: ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه حين ينزل عليه، فلما جاءه الوحي دعاني عمر، فجاء فأدخل رأسه فإذا هو محمر وجهه يغط   " .

                              حدثنا بندار، حدثنا غندر، عن شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن: سمعت سالما: أن زيد بن الخطاب، وعاصم بن عمر، كانا يتغاطان في الماء وعمر ينظر " .

                              [ ص: 638 ] حدثنا مسدد، حدثنا سفيان، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب، رواية قال: "إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول"   .

                              حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا ليث بن سعد، عن أبي الزبير، قال رسول الله صلى الله عليه: "غطوا الإناء"   .

                              حدثنا محمد بن هارون، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا محمد بن سليمان بن بلال بن أبي الدرداء، حدثتني أمي، عن جدتها، قالت: " قالوا يا رسول الله: هل يضر الغبط؟ قال: "نعم كما يضر الشجر الخبط" [ ص: 639 ] قوله: "سمعت غطيطه"  صوت يخرجه النائم مع نفسه يقال: غط النائم، يغط غطيطا والبكر يغط إذا شد خناقه للرياضة " قال:


                              يغط غطيط البكر شد خناقه ليقتلني والمرء ليس بقتال



                              [ ص: 640 ] يغط من الغطيط كالبكر إذا خنق وشدت الأنشوطة في عنقه عند الرياضة ليذل وقوله:: ليس بقتال "ليس بصاحب قتل" قوله: يتغاطان "  يقال: غط في الماء يغط إذا غيب رأسه فيه وقال الأصمعي: الغطاط طير غبر أمثال القطا، والغطاط: بقية من سواد الليل في آخره أنشدنا أبو نصر:


                              حتى تناخ بعد خمس ماط     قبل القطا والسيد بالغطاط



                              قوله: "إذا أتيتم الغائط"  أخبرني أبو عمر، عن الكسائي: الغائط: الصحراء وهو مما كنى الله تعالى عنه وأخبرنا سلمة، عن الفراء: الغائط كناية عن إظهار، قضاء الحاجة أخبرنا أبو نصر، عن الأصمعي: الغائط من الأرض: ما اطمأن وانخفض والجميع غيطان وأغواط وأنشدنا:


                              قد الخنيف لج في انعطاط     هبور أغواط إلى أغواط



                              انعطاط [ ص: 641 ] وأنشدنا غيره:


                              سراعا يزل الماء عن حجباتها     تكلفها غولا بطينا وغائطا



                              وسميت غوطة دمشق من ذلك وكان أحدهم إذا أراد أن يقضي حاجته أتى الغائط وهو المطمئن من الأرض فيقال: من أين جئت؟ فيقول: من الغائط فكثر ذلك على ألسنتهم حتى سموا ما أثفل الرجل غائطا قوله: "غطوا الإناء"  ما غطيت به أو تغطيت به قال:

                              يخرجن من أثباج ليل غاط أخبرني أبو نصر، عن الأصمعي: الغطش: ضعف في البصر كأنما يبصر ببعضه وقوله: "هل يضر الغبط" يعني حسن الحال من رجل مغبوط .

                              [ ص: 642 ]

                              التالي السابق


                              الخدمات العلمية